حيونة الانسان
"حيونة الانسان" للكاتب ممدوح عدوان، من اكثر الكتب التي أثرت فيَّ في هذا الفترة والتي وجهّت تفكيري. الى امور و حقائق ام اكن منتبهاً لها، فتحت بصيرتي الى العبودية التي نعيش فيها و تعايشنا فيها بعمقٍ مخيف الى أن اصبح امراً مسلماً به و من البديهيات!
يظهر الكاتب مظاهر العبودية من أقرب اشكالها إلينا و هي التي تبدأ من العائلة الى المقربون ثم المجتمع وصولاً الى سلطة الدولة المطلقة علينا، و كيف أن الخوف من القامع قد يغير سلوك الإنسان جذرياً الى ان يصبح لاإنسان!
و حتى الإستفادة من القامع قد تجعلنا نتغاضى عن سلوكياتنا الغريبة كإنسانٍ حُر.
الخوف، المنفعة، الطمع، والعنف، سلوكيات باتت بديهية في مجتمعنا المعاصر و قد نرى منها عشرات الأمثلة الحية خلال يومنا، إنها طريق البشرية الى مصيرها المآسوي الوحشي!
تحول الانسان الى وحشٌ ضاري...
يناقش الكاتب أيضاً كيف يحول العنف المُمارس من قِبَل السلطة الانسان الى شخصٍ آلي، إنسان بلا شعور بلا انسانية.
عندما تتقدم في قراءة الكتاب تبدأ الانوار بالإضاءة من حولك و تبدأ بملاحظة مظاهر العبودية و التسلط و العنف من حولك و اول شي سوف تراه هو وقوعك أنت في قاع هذه المظاهر اللإنسانية و التي قد حولتك و ما زالت تحولك الى شبه انسان، انسان مهجن، انسان بلا إحساس بإنسانيته.
و قد ترى حل هذه المآسي قائمٌ أمامك فلا تتباطئ بالإمساك به و إنقاذ بقايا روحك المنهكة، الوعي يا صديقي نعم الوعي هو الترياق السحري لحياتك المآساوية.
